book review : ( فئران أمي حصة )
الكتاب الجيد اهوة الكتاب اللي ما تقدر تهده وتستعيل بانك تخلصه وتعرف النهاية ، ولمن تخلصه تتحسف بانك خلصته بسرعة لانك كنت مستمتع فيه .
رواية (فئران أمي حصة ) للكاتب الكويتي سعود السنعوسي من الكتب اللي توني الحين خلصتها ، وكنت مستمتعة بكل جزء منها لمدة اسبوع ، وقرار منعها من الكويت خلاني اكتب عنها هالبوست .
القضية الأساسية المتداولة في القصة اهية الاحتقان الطائفي بالكويت بين السنة والشيعة ، تاخذنا القصة منذ بداية شرارتها بتفجيرات القهوة الشعبية عام 1985 وليه حتى عام 2020 اللي يتخيل فيه الكاتب شلون الوضع راح يتطور وتحال إليه الأمور .
قصة جيران كويتين سكنوا بمنطقة السرة ، وصداقة ثلاثة من صبيانهم الصغار (فهد وصادق وبطل الرواية اللي ما نعرف اسمه ) وتطور صداقتهم مع كبرهم مع بعض وتزامنهم للأحداث اللي مرت فيها الكويت مرورا بأكبر حدث صقل قضية الاحتقان الطائفي : الغزو العراقي الغاشم للكويت .
ما أبي اتكلم بتفاصيل القصة عشان ما احرق أحداثها للي حاب انه يقراها ، 440 صفحة مليئة بالقصص والأحداث اللي راح تخليك ما تقدر تهد الكتاب بنهاية كل فصل ، سعود السنعوسي قدر باسلوبه الابداعي المليء بالتفاصيل انه يخليني امشي بمنطقة السرة بفترة الثمانينات واعيش جو الكويت المنشحن حزتها و اسألته الكثيرة اللي يطرحها ويدق فيها ناقوس الخطر حول نهاية المشادات اللي قاعدة تصير بين الطائفتين ، ورصدته لكل التغيرات اللي مرت بالكويت خلال هالفترة ، تخليها عمل يوثق تفاصيل من تاريخ الكويت المعاصر بدقة واسترسال راح نلجأله بالمستقبل لمن نبي نوثق التاريخ الكويتي والبيئة الاجتماعية الكويتية .
حبيت شخصية أمي حصة حييييل ، شخصية طينتها خفيفة وقطاتها ذكية ، وكانت عمود الرواية الأساسي اللي استقت منه جمع الشخصيات مع بعض ، ومرجع الأحداث لبعضها .
قراءة القصة كانت متعة بالنسبة لي وما عاقني كبر حجمها وكثرة صفحاتها ، بالعكس الاحداث اللي فيها والسيناريو اللي رسمه سعود السنعوسي لها يستوعب هالكم ، وكلش ما اعتبرت قرائتي لها تضيعة وقت .
اللي عجبني بالرواية أنها أول عمل يمر علي متناول قضية التناحر الطائفي بالكويت بهالشفافية ، وهالدقة ، وهالنضج و هالوضوح ، دون الإساءة لطائفية بعينها ، الكتاب ما نقد طائفة بعينها ، الكتاب نقد التطرف من الطائفتين .. وشلون ربط هالشي بنداءات شخصية فؤادة في مسلسل (على الدنيا السلام ) : الفئران أتية ..احموا الناس من الطاعون ! ، وهذا من إبداعاته ، وشطارته . تكلم عن الاختلافات بين الطائفتين باستفاضة : الفرق بين نطق منطقة العمرية والعميرية ، موقف الطائفتين من من اعدموا في مكة من الكويتين ما بين اعتبارهم شهداء أو إرهابيين ، صيام عاشوراء او البكاء عليه ... والكثير .
اللي حابة أقوله بالنهاية ، إنه إذا كنا احنا وايد متحسسين من اللي تناوله سعود السنعوسي بالرواية بحيث انه يسلتزم منعها ، فمعناته اللي تحذر منه الرواية موجود والله يستر من الياي ومن تنبؤات سعود فيها .
سعود السنعوسي كاتب كويتي قريتله عملين ، رواية (ساق البامبو ) ورواية (فئران أمي حصة ) وهالكتابين افتخر بمستواهم الأدبي والروائي اللي وصلوه لجائزة البوكر للإبداع في الكتب العربية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق